27 July, 2008

فجوة الرعب .. قصة قصيرة

كانت تلهث كما لو كانت فارة من أشرس المخلوقات .. شعرت بأن الظلام الشديد يجثو بقدميه على صدرها فيعيق تنفسها .. حاولت جاهدة أن تنظم أنفاسها .. وعلى الرغم من ذلك لا تدرى إن كانت استيقظت بالفعل أم إنها مازالت نائمة وهذا أحد كوابيسها .. فالظلام الدامس جعل لا فرق بين أن تكون عيناها مفتوحتين أو مغلقتين .. فليس أمامهما سوى سواد حالك لا بداية له ولا نهاية .. نجحت أخيرا فى السيطرة على انفعالاتها وتنظيم أنفاسها المتلاحقة .. هبطت حذرة من سريرها .. عندما لامست قدماها برودة الأرض .. لتسرى البرودة فى كامل جسمها كتيار كهربائى .. أيقنت حينها فقط أنها مستيقظة
بحثت قدماها فى الظلام عن حذاءها .. لبسته وبخطوات حذرة متأنية معتمدة بيدها على الحائط بحثا عن مفتاح التيار كى تبدد ذلك الظلام المرعب .. ابتسمت ابتسامة صغيرة لم يستطع الظلام إخفاءها عندما وجدت المفتاح ولكن سرعان ما تلاشت حينما اكتشفت أن المفتاح لا يستجيب فى أشارة لإنقطاع التيار الكهربائى
هنا فقط فقدت السيطرة على اعصابها وتملكها الرعب والفزع وظلت تنادى بطريقة هيسترية
أمىىىىىىىىىىىى ، أبىىىىىىىىى

ولكنها لم تجد إجابة الا من صمت مطبق .. قالت لنفسها ربما هما فى الخارج .. قالت ليس هناك ما يجعلها ترتعب لهذا الحد .. فما هى الا شمعة صغيرة وسيتبدد الظلام .. نجحت بعد جهد فى الوصول إلى شمعة وأضاءتها .. ولكن سرعان ما حلقت أمنيتها بالأمان لسماء بعيدة .. فالظلال التى رسمها ضوء الشمعة على الحوائط كانت اكثر رعبا من الظلمة نفسها .. كل ظل محترف فى لعب دور بطولة لشبح يتراقص ويتلوى بتراقص اللهب .. على أن هدفها التالى كان أكثر أهمية .. هدفها كان منع هذا الصوت الباعث على رعبها الحقيقى .. فصوت قطرات المياه من الصنبور غير المحكم لتسقط فى الإناء المملوء تحته .. صوتا كفيلا بأن يبعث بداخلك شعورا حانقا .. صوتا يسمح لخيالاتك بالسباحة فى أماكن معتمة تجسد فيها اشباحا ومخاوف شتى
وعلى ضوء الشمعة الخفيف دخلت إلى الحمام مقتربة بحذر - ربما هو الحذر الفطرى - من الصنبور .. برفق وضعت يدها عليه واحكمت إغلاقه .. استدارت خارجة من الحمام بعد إتمام مهمتها .. لكن فور وصولها إلى الباب سمعت صوت القطرات مرة أخرى
حينها احتقنت الدماء فى وجهها وجحظت عينيها ، وبدا وكأنهما سيقفزان من محجريهما .. سيطرت على نفسها وعاودت إحكام غلق الصنبور مرة اخرى ، ومع استداراتها جاء انتظارها لتكرار الموقف ايجابيا .. اذ سمعت القطرات مرة أخرى .. لكن هذه المرة نفضت عن نفسها الرعب واتجهت مسرعة إلى محبس المياه العام
وحينما وضعت يدها عليه .. هو وضع يده عليها .. وضع يده على يدها ليمسكها مسكة عنيفة .. كان للمفأجاة أثر المخدر .. فلم تحاول ان تنتزع نفسها من يدى الوحش فى بادئ الأمر .. ولكن بإلهام من غريزة البقاء حاولت جاهدة ان تهرب منه فى الوقت الذى اقترب فيه بانيابه من عنقها ليروى ظمأه بدمائها الدافئة
هنا
ألقى محمود بذراع البلاى ستيشن مذعورا .. وظل يسب ويلعن فى تلك الألعاب المرعبة .. ويسب ويلعن فى التكونولوجيا الحديثة برمتها وفى المؤثرات الصوتية والجرافيك وكل مايساعد على أن يجعله متفاعلا ومتقمصا كما لو كان مكان بطل لعبته المفضلة .. وظل ينظر بحقد وغضب للجملة التى توسطت الشاشة بحروف كبيرة تسيل منها الدماء (جيم أوفر) .. وفجأة انتفض مذعورا ولكن هذه المرة على صوت جرس الباب .. تعجب وتسائل من الذى سيأتيه فى الثانية بعد منتصف الليل .. نهض ونظر من العين السحرية فاصتدم بظلام دامس .. ارتدى حلة الشجاعة وتجرأ وفتح الباب
ولكنه لم يجد أحدا .. اغلق الباب ودخل محاولا اقناع نفسه انه طفل عابث .. ولكن اى طفل عابث سيكون مستيقظ فى هذا التوقــــ
وقبل أن يتم تساؤله رن الجرس مرة اخرى
هنا ابتسم ابتسامة خبيثة .. فقد تذكر بطلة لعبته المفضلة والتى راحت ضحية حماقتها عندما عادت لتغلق الصنبور .. أو بمعنى أدق فأنها حماقته هو لأنه هو الذى كان يلعب .. وقرر أن لا يعاود فتح الباب .. وهنا جرى بأقصى سرعة تجاه الشباك ليفتحه ويستغيث بأهالى منطقته .. ولكن يبدو أن السفاح كان أكثر ذكاءا
فتح محمود الشباك .. وقبل أن يهتف بصوت عالى مستغيثا ليوقظ الجميع .. وجد مارا فى الشارع .. فاستغيث به لقربه من نجدته .. فصعد اليه الرجل .. وبشهامة وخلق ظل يبحث معه عن غريب فى البيت كله .. فى جميع الطوابق وحتى فى السطح العلوى .. ولكنهما لم يجدا شيئا .. فطمأنه الرجل وهدئ من روعه .. وشكره محمود على مساعدته .. ولكن الرجل اقسم ان لا يتركه قبل أن يهدأ ويعد له كوب عصير لتهدئ أعصابه .. مد الرجل يده بالعصير لمحمود وقال بصوت اختلفت نبرته عن ذى قبل : أنت تبحث عن غريب ، أترى بالفعل أنه لا يوجد أى غريب فى البيت ؟؟ .. أخرج الجملة مركزا على مخارج حروف كلمة (أى) .. وقبل أن يفطن محمود للمعنى كان سكين السفاح يشق بطنه مستقرا فى امعائه لتتدلى احشائه إلى الخارج
هنا
أغلق علاء التلفاز .. وظل يسب ويلعن فى هذه النوعية من الأفلام المتشابهة .. ويسب ويلعن فى حماقة أبطالها .. وفى عدم اقناع سيناريوهاتها للمشاهدين امثاله .. وضع الريموت جانبا بعد أن غلق التلفاز .. وهم بمغادرة الغرفة
لم يكن علاء ليعلم بأن أخوه الصغير مسك الريموت بالأمس وظل يعبث بالتلفاز كعادته وأنه قام هذه المرة بتفعيل خاصية التشغيل التلقائي .. ولحظ علاء العاثر كان هذا توقيت التشغيل التلقائى .. فعلى مشارف الغرفة سمع الفيلم وهو يستكمل .. ودون حتى أن يستدير .. فر هاربا

تمت

18 July, 2008

مقعد الحياة




مقعد الحياة هو تجربتى الأولى فى كتابة سيناريو للكوميكس
وللى مايعرفش الكوميكس .. هو فن الصور أو الرسوم المتتابعة .. حاجة كده زى مجلات ميكى وفلاش
المهم أنا كتبت السيناريو وكان من المقرر أن صديقى الفنان عبد الرحمن هيرسمه عشان هأنزله فى مشروع التخرج
ولكن استبدلناه بكوميكس تانى بعد كده .. وفى مرة تانية أن شاء الله هأبقى أنشر الكوميكس اللى احنا وضعناه فى مشروع تخرجنا
القضايا اللى بيناقشها السيناريو ممكن تلاقوا أنها قضايا قديمة شوية ولكن فى فترة تنفيذ مشروعنا كانت هى القضايا اللى على السطح
وطبعا السيناريو ساخر بحكم أن مشروع تخرجنا كان مجلة ساخرة
أترككم مع السيناريو
-----------------------------------------------

مقعد الحياة

كادر 1
( الحبيب يسير بجوار خطيبته ماسكا يدها ، يسيران على كورنيش النيل ، ويظهر فى الكادر مقعد سيمران عليه بعد لحظات )
الحبيبة : عارف ياحبيى أجمل حاجة فينا إيه
الحبيب : إيه ياروحى
الحبيبة : أننا متفاهمين دايما

كادر 2
( جلسا على المقعد ، الحبيبة شاردة ببصرها )
الحبيب : سرحانة فى إيه ياحبيبتى ؟
الحبيبة ( تتنهد ) : مفيش ياحبيبى ، كنت باتخيل حياتنا الجميلة بعد الجواز

كادر 3
الحبيبة : تخيلت ياحبيبى أن احنا جبنا ولاد بقى ودخلناهم مدارس خاصة
( بدأت تظهر علامات الغضب والضيق على وجه الحبيب الذي رفع حاجبه مستنكرا )

تستكمل الحبيبة : وتخيلت بقى وهما صاحيين الصبح وأنا باعملهم اللبن قبل مايروحوا مدارسهم
( يزداد وضوح الغضب على وجه الحبيب ، ويتصاعد الدخان من رأسه )

كادر 4
تستكمل الحبيبة : وباعملهم بقى السندوتشات فى الفينو ، ولما كبروا بقي دخلنلهم الدى أس ال وطبعا تحت رقابتنا ياحبيبي
( الحبيب يصل إلي ذروة ضيقه ، وتبدأ رأسه فى الأشتعال )

كادر 5
تستكمل الحبيبة : وباتخيل كمان ياحبيبـــ
يقاطعها صارخا : لاااااااااااااااااااااااا .. حرام .. كفاااااااااااااية

كادر 6
الحبيبة : فى إيه ياحبيبى ، باخطط لمستقبلنا
الحبيب صائحا : مستقبل إيه بس .... أولا أنا مش هأدخل دي أس ال خالص ، انتي ماتعرفيش ان الكيلو بايت بقي أغلي من الكيلو لحمة ، وبعدين فينو أيه اللي أنتى هتعملي فيه السندوتشات ، ماتعرفيش أن الدقيق غلى والخمسة فينو بقوا بجنيه ، وكمان عايزة تشربيهم لبن ، أنتى ناسية ان اللبن فيه سيراميك



كادر 7
الحبيب يستكمل : ومدارس خاصة إيه بس ، أنتي اتهبلتى أدفع الأف فى مدارس والعيال تخرج في الأخر عواطلية .. وغير كده اساسا مين قالك أني هأجيب عيال ، العيال دلوقتي بيجيلها حصبة وعشان كده مش هأجيب عيال خالص
( علامة استفهام كبيرة فوق رأس الحبية )

كادر 8
الحبيبة : أنا كنت حاسة من الأول اننا مش هنتفق
الحبيب : احسن برضه ... عننا ما أتفقنا
( كل منهما يخلع دبلته ويلقيها علي المقعد ويسيران في اتجاهين متضادين )

كادر 9
( حبيبان أخران يمران من أمام المقعد ، ويندهشان من المفأجاة فقد وجدوا الدبلتين )
الحبيب : خلاص ياحبيبتى مشاكلنا اتحلت وأدى الدبل جت من عند ربنا
( يجلسان علي المقعد ذاته فارحين .... تشرد الحبيبة ببصرها )

يسألها الحبيب : سرحانة في إيه ياحبيبتى ؟؟
( المقعد يظهر من الخلف وكأنه له فم ويبتسم ابتسامة خبيثة )

تمت

07 July, 2008

بركان .. نهر .. بستان


انظرى ماذا فعلتى

لقد اخملتى البركان
بركان من الحب والشوق والحنان
ألقيتى عليه من ماء بئر الجفاف والحرمان

حتى خمدت النيران
نيران اللهفة والحب

التى كانت لا تعرف النسيان

لا لا .. لم يكن بركاناً

بل كان نهراً
من مياه عذبة والحان
الحان عزفها قلبى
لمن اراد ان يشعر معها بالأطمئنان
وأن يكون معها طوال الزمان
أتيتى وظللتى تأخذى من النهر دون حسبان
أخذتى ولم تعطى حتى مجرد لمسة حنان
جف النهر من قسوتك وأصابه الهزلان

لا لا .. لم يكن نهراً

بل كان بستان
بستان عطاء وورود
لم تبخل أن تكون لأجمل إنسان
بستان من ورود وأشجار بحمد خالقهم يسبحان
لأنه من عليهما برؤية وجهك الفتان
لكنك بما فعلتى جعلتيهما لرؤيتك لا يبغيان
نزعتى الورود وأهملتى الأشجار

فأصبح البستان فى زمان كان
استهنتى بمشاعر البستان
ولم تقدرى أنه كيان
فكنتى لا تسقيه ولا ترويه ولا اهتمام
وأن رأفتى بحاله اسقيتاه جرعة لا يصاحبها اطمئنان
لخوفه من أن لا تتكرر هذه الجرعة بعد الأن
كانت قسوتك وأنانيتك أشد
بنيان


خمد البركان وجف النهر وخرب البستان وصمد البنيان
وبرغم ما مازال باقيا في البركان وموجود فى النهر من حنان

وحب مازال يسكن فى البستان
الا انهم اختاروا أن يكونوا بعيدا عن يدك
خوفا من مزيدا من الظلم والشقاء
ومن الحرمان

01 July, 2008

رحيل

نعم .. لقد اخترت الرحيل
اخترت الرحيل لأننى لم أجد بديل
انتظرت كثيرا أن يكون هناك تبديل
ولكنك فضلتى أن تكونى بلا تغيير
حدثتك مررا أننى فى ألم طويل
من سوء معاملتك دون تبرير
أعطيتك الحب والاخلاص والحنان الجميل

كان المقابل دوام جرحك لى دون تفكير
إستهانتك بمشاعرى جعلتنى فى ألم مرير
ولم يكن لإحساسى عندك أى تقدير
كلمتك كثيرا أننى منذ زمن وأنا أسير
للحزن والشقاء والجرح أجير
شعرتى بالذنب ووعدتى بالتغيير

انتظرت .. وانتظرت .. وانتظرت

ولكنى ما لاقيت
ما لاقيت منك غير جراح
وتأكدت أنه لا طائلة من الصياح

أنتى كما أنتى
وأنا سئمت من الجراح
وحل العذاب والحزن محل الأفراح
وأدركت أنى انسان
انسان يحمل كيان
كيان لا يقبل بالكتمان

تكلمت
صرخت
عاتبت

وحينما قررتى ان تكونى أنتى
أنا ايضا قررت أن أكون أنا
ولذلك قررت الرحيل