للمحبة في النفس أحوالٌ شدادٌ ، وأهوالٌ لا قِبلَ لى بها ، ولا صبر لى عليها ولا احتمال!
وكيف لإنسانٍ أن يحتمل تقلُّب القلب ما بين أودية الجحيم اللاهبة وروض الجنَّات العطرة ..
أىُّ قلبٍ ذاك الذى لن يذوب ، إذا توالت عليه نسماتُ الوله الفوَّاحة ، ثم رياح الشوق اللافحة ، ثم أريج الأزهار ، ثم فيح النار ، ثم أرق الليل وقلق النهار .
ماذا أفعل مع محبتى بعدما هَبَّ إعصارُها ، فعصف بى من حيث لم أتوقَّع ؟
هل أنا فَرِحٌ بحبها أم أننى أخشاه ؟ ..
سيقولون إننى غررتُ بها ، وسيقولون بل هى غررت به !
لن أنجو من هذا الحب الذى قَدَحَتْ هى زناده بكلمةٍ واحدة ، فصار عشقاً .. وأنا لا خبرة لى بارتياد بلاد العشق .
---------------------------
*من رواية (عزازيل) لكاتبها يوسف زيدان.