21 August, 2007

قرص الإنقاذ الذي لا ينقذ....الجزء الثاني

الجزء الثاني : إنتقام ثائـــر


وقف الجميع مذهولين بعد أن باغتتهم المفأجاة ، ففي جزء من الثانية كور العجوز قبضته ولكم الضابط في فكه لكمة تطيح بمحمد علي كلاى نفسه ، ورغم ذلك لم تألم اللكمة الضابط أكثر مما ألمته الدهشة ، وتسمر العساكر للحظات لا يعلمون ماذا يفعلون حتي قرروا الهجوم علي العجوز مشهرين أسلحتهم ، و لكن يبدو أن الحالة الهسترية التي أصابت العجوز جعلته لا يخاف حتي لو أتوا عليه راكبين دبابة ، فتحول العجوز إلي أدهم صبرى وبدء يقاتل كالمجنون ، ركلة للعسكري الاول ، ومسك الترابيزة المجاورة له و أنزلها علي رأس الثاني ، وطوحها في الهواء موجهاً إياها نحو الثالث الذي استقبلها علي غير رحب و سعة و حين بدأ الضابط يعتدل من وقعته أثر اللكمة أخذ يسب و يلعن و مد يده إلى جراب مسدسه ، و لكن لم يخطئه كوب الشاى الذي هوى علي رأسه كصخرة من جبل المقطم بعد أن التقطه العجوز من ترابيزة أخرى ، وبدا و كأنه يشكر الله علي أن مقر القتال هو المقهى لوجود كل هذه الأسلحة

كانت المفأجاة كفيلة بأن تسمر أعتى الرجال و أكثرهم شراسة في مكانه ، ولذلك فلم يجرؤ أحد علي التدخل أو فض النزاع علي غير عادة المصريين المجاملين في مثل هذه المواقف ، ثم عادوا إلي التحديق مرة أخري للعجوز وهم مندهشين ، فأذ به يبصق علي الأرض و يستدير مغادرا الحلبة ، و الغريب أنه لم يلتفت خلفه حتي خرج من الشارع و كأنه لا يهاب أن يباغته أحد من الخلف

كان بمقدور الضابط أن يلحقه بسهولة أو حتي يلحقه أحد العساكر ، أو يستخدموا السلاح معه من الخلف ، و لكنهم يحتاجون لأضعاف عمرهم حتي يفوقوا من المفأجاة و الذهول

قام الضابط ونفض ثيابه و مسح خيط الدم الذي سال من رأسه مستخدما منديلا ورقيا ، ونظر للمحيطين به نظرة نارية ، نظرة لو سألت الناس عنها لقالوا أنهم رأوا في عينه أشد البراكين ثورة غير قابلة للخمول ، استقل الضابط السيارة التي تعد الوحيدة التي نجت من الخراب ، و ركب عساكر الشطرنج صامتين بعد أن فشلوا في حماية الملك من ( كش مات) ، علم أصحاب المقهى أن اليوم لن يمر علي خير ، و رغم ذلك صمموا علي أن يكملوا اليوم علي اعتبار أنهم ليس طرفا في هذه المعركة التي لن يصدقها بشرا ما دام لم يشاهدها علي الهواء مباشرة ، فهذا هو يوم الخميس فكيف يغلقوا المقهى في هذا الوقت المبكر

و بالفعل كما توقع رواد المقهى لم تمضى الثلاث ساعات حتي سمع الجالسين أصوات السرينة ، و دخلت إلي الشارع ثلاث عربات شرطة من نفس الطراز السابق و رابعة من طراز البوكس ، و كأنهم جاءوا للقبض علي سفاح المعادى حتي أن القهوجى نظر إلي السماء معتقدا أن أشارة مرور جوية لعينة قد عطلت طائرات الفانتوم و أف 16 عن المجئ

أستشاط الضابط غضبا حينما لم يعثر علي العجوز أو يستدل علي مكانه من رواد المقهي الذين قالوا أنه لا يسكن هنا ، و تكرر مجيئه هنا منذ شهر تقريبا ، و بالطبع لم يصدق الضابط و كأقل واجب منه حمل كل رواد المقهي و حتي أصحابها في البوكس و عقل باله يقول هناك هأعرف شغلى معاهم ، و اعرف أزاى أخليهم يقرو علي العجوز أبن ال ........ وساعتها

أما عن العجوز فهناك احتمال من اثنين
أولهما : أن يكون ليس فقط فشل في تلك الليلة بعد ارتفاع ضغطه و انفعاله الحاد ، ولكن حكم عليه بالفشل ما بقى من عمره
ثانيهما : أن يكون قد اكتشف أنه أسداً جسوراً بعد أن هزم حفنة من الذئاب ،ولا يحتاج أبدا لمثل هذه الأقراص التى أصبحت غير منقذة

تمت بحمد الله

ملحوظة
القصة عن أحداث وقعت بالفعل

12 comments:

dr.Roufy said...

دي أول زيارة ليا لمدونتك الجميلة فعلا
قصة ..مميزة..وأسلوب أكثر تميزا

فعلا
تحياااااااتي

مواطن زهقان said...

بجد يااحمد تمام والله
جامدة ياريس

aleron said...

قصة ممتازة يا أحمد و أسلوب رائع

و بالمرة مبروك المدونة

تحياتى :)

أشرف حمدي said...

لا أفهم التفسير الأول
كما ان التفسيرات في نهاية القصة تحد قليلا من العمل الأدبي

القصة ممتعة للغاية
وجديدة وهذا هو المهم
الأسلوب الأدبي محكم إلى حد كبير
لم أشعر بأي تطويل أو ملل ، الأحداث مشوقة ومعروضة بسلاسة

تحياتي لك
وأرجو أن تخبرنا بالجانب الحقيقي من القصة والجانب الذي قمت بإضافته من خيالك

مبروك المدونة الجديدة

أشرف حمدي said...

ملحوطة أخرى
العنوان يبدو طويلا بعض الشيء

ما رأيك في عنوان أكثر عمقا من كلمة أو كلمتين ؟

مواطن زهقان said...

وانا اشجع
ان العنون
يكون كدا برده يااحمد

abo salah said...

أستاذ أشرف حمدي

أولا : كنت أنتظر أراء أشخاص خاضوا العمل القصصي أو الروائي بشغف ، وليس معني ذلك أني اقلل من الأراء الأخري التي كان لها أثرا كبيرا عليّ ، و لكني كنت أنتظر ملاحظات كاتب كبير خاصة و أني مبتدأ ، كاتب كالذي كتب
رواية الشيطان

ثانيا : التفسير الأول يعني أن العجوز بعد أصابته بالحالة الهسترية و انفعالاته الحادة و حرقة دمه ربما لم يفشل فقط في هذه الليلة التي كان يمني نفسه أن تتم علي أكمل وجه مع زوجته ، و لكنه فقد قدرته علي النجاح ما بقي من عمره

ثالثا : و الأكثر أهمية
ملاحظاتك افادتني للغاية سواء بخصوص التفسيرات النهائية أو العنوان الذي أري بالفعل أنه طال مني كثيرا وسأحرص عليها أشد الحرص في المرات القادمة

رابعا : الواقعة وقعت بالفعل و التي لم أراها بعيني صراحة و لكنها ترددت كثيرا في أحدي المناطق و سمعت من شخص أثق به أنها حدثت في إطار مشاجرة بين رجل فقد اعصابه و ضابط شرطة و الذي لا يعلم احد لماذا تركه و قرر المجئ مرة ثانية بعدماغادر الرجل المكان أما غير ذلك فهو لزوم الحبكة الدرامية

خامسا : أشكرك جدا جدا علي تلبية دعوتي و تشريفك للمدونة ، و علي فكرة دي مش هتبقي أخر مرة و هأحتاج أرائك و ملاحظاتك كتير
الله يبارك فيك ، و أتمني في يوم من الأيام أشوف مدونتي زي مدونتك اللي مكسرة الدنيا

سادسا : اكرر أعجابي برواية الشيطان التي قرأتها متأخر جدا ، وهي بالفعل رواية رائعة ، و رغم أني كنت مجهد و قررت أن أكملها بعدين الا أنها لم تسمح لي

abo salah said...

dr.roufy

شرفتني زيارتك كتير ، و ربنا يخليكي يارب ، و أنا في أنتظار زياراتك المتكررة ، ولا هي بقي أول مرة و أخر مرة

abo salah said...

aleron

الله يبارك فيك ياشاعر ، أنت أجمل و أروع بكتير
و كفاية أن قدم شاعر خطت مدونتي المتواضعة

abo salah said...

مواطن زهقان

عندك حق فعلا أنا برضه شايف ان العنوان طويل ، و أشكرك علي مشاركتك بالملاحظات اللي فعلا أنا محتاجلها

و منورني دايما يارب في مدونتي ، و يجعله عامر

Anonymous said...

جامدة واللهى يا ابو صلاح
عجبتنى بعض التعبيرات زى:
عساكر الشطرنج- رأوا فى عينه اشد البراكين ثورة- اسد جسور هزم حفنة من الذئاب


الله يوفقك
ونتمنى نقرالك دايما

اختك زوزو

abo salah said...

زوزو

شرفتيني بجد و الله في مدونتي المتواضعة

يارب فعلا تكون عجبتك ، و ربنا يوفقنا جميعا أن شاء الله