28 August, 2007

يوم ولا علي البال

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .. الحمد لله في السراء و الضراء


أمس مر العبد لله بيوم عجيب جدا ، يمكن أن يكون درسا و يمكن أن يكون تجربة ، ويمكن أن يكون نظرة لأحوالنا ، وبالطبع وجدت أن هذا اليوم جدير بالتدوين و ألا ما فكرت بذلك ، فقد تبدو أحداثه مضحكة ، و قد أبدو منحوسا و قد أبدو محظوظا ، لما كان هذا اليوم طويل فلن استطع سرده مرة واحدة .. المهم


استيقظت الساعة العاشرة صباحا علي غير عادتي ، فقد كنت تلقيت هاتفا من الإذاعة و التليفزيون يفيد بدأ تدريبي بقطاع التليفزيون و عليّ التواجد الساعة الواحدة ظهرا

و رغم أن حالتي المادية هذه الأيام علي ما يرام ، علي الاقل بالقدر الذي يكفي مصروف جيبي لعدة أيام.. فقد كنت تلقيت راتبي الأول و التاريخي من عملي بالصحافة .. و هو ليس تاريخيا في قيمته المادية و لكن في قيمته المعنوية .. فهو أول راتب ليّ أحصل عليه من العمل في مجال دراستي .. مجال الصحافة


ألا أنني لا أدري أي حماقة جعلتني أسحب 15 جنيه فقط من فلوسي و تركت الباقي بدرجي

المهم .. نزلت و كانت الفلوس عبارة عن ورقة ب5 وورقة ب10 ، بدأت أصرف من ال5جنيه مواصلات .. و تذكرة مترو .. و موبيلات ، ولم أدري كم تبقي من ال5 جنيه حينها
حينما وصلت تعرفت علي أصدقاء التدريب ، و جاء حظي في مجموعة مكونة من ثلاث بنات ، و أنا رابعهم ، و أثناء متابعة استخراج التصاريح

ها هي تلك المواقف الحمقاء التي تجعلك غير شجاعا أمام البنات

مد الموظف يده بأربع ورقات قائلا : كل واحد يملئ الأستمارة دي ، و إيده علي 10 جنيه عشان الكارنيه اللي هتدخلوا بيه بعد كده
آه .. لم تكن في الحسبان أبدا .. لن أستطيع أن أقول له أني سآتي بها غدا ليس خوفا منه و لكن تحاشيا للأحراج أمام البنات ( يالها من طبيعة) .. الحمد لله أني معي ال10جنيه .. كارنيه ب10جنيه( شكله هيكتبه بمية الدهب ) ودفعت
غادرت المبني بعد انتهاء التصاريح .. داعبت جيبي .. أخرجت ما به من فلوس (ذلك الشعور العجيب الذي يدفعك للأطمئنان لا أكثر) .. مفأجاة من العيار الثقيل


ال75 قرش


ماذا أنا فاعل بهذا المبلغ ؟؟ .. لو زاد فقط 25 قرش لزالت المشكلة و حصلت علي تذكرة مترو .. مشيت حتي موقف عبد المنعم رياض بحثا عن أتوبيس فئة 50 قرش .. لم أجد شيئا يتجه لدار السلام محل سكني أو حتي قريبا منها .. تأزم الموقف و بلغ ذروته .. ال75 قرش لا فائدة منهم .. بالطبع لن أجرؤ علي الطلب من الغريب .. فقد أصبحت لا أثق في من يفعل ذلك .. فكيف أطالبهم بالثقة فيّ .. هل لن يبقي أمامي غير هذا الحل الأصعب .. هل سأسير ماشيا علي الأقدام حتي دار السلام .. جاء وقت الأختيار هل سآخذ طريق الكورنيش أم أدخل من شارع القصر العيـــــ

لا لا .. لقد تذكرت أن السيارة من السيدة زينب حتي دار السلام ب75 قرش .. الحمد لله لن يكون أمامي الا أن أسير فقط حتي السيدة زينب .. ليس الأمربهذه الصعوبة

ها هو مجمع التحرير رحمه الله .. أراه فأتذكر فيلم الإرهاب و الكباب .. دخلت شارع القصر العيني .. الجو حار جدا .. ها هو مجلس الشوري .. دار الأدباء عن يميني .. مكتبات أقف فأتطلع إلي الكتب .. مبني كذا عن يميني .. مجلس كذا عن يساري .. مؤسسة

ها قد وقعت عيني عليها .. الحمد لله .. لن أسير بعد اليوم .. لن أتعب .. لن يشكو صندلي أبدا .. سأحصل علي وجبة غداء رائعة .. تذكرت لقد قال ليّ عبد الرحمن صديقي أنه سيكون هنا اليوم
لقد قال ليّ : بص أنا أساسا هأبقي في روز اليوسف ، و هأخلص و أتصل بيك


الحمد لله .. تفرد موسسة روز اليوسف ذراعيها لتحتضني .. أحمدك يارب .. و لكن ثمة مشكلة صغيرة
لن أصعد هكذا من نفسي ( أنه ذلك الخجل الذي ولدت به) .. ماذا أفعل .. أنظر لموبيلي .. آخر من يرغب آي شخص في سماع صوتها
أنها تلك السيدة التي تردد : أنت الآن في فترة السماح ، ولذلك فأن .............. ، ياله من حظ .. أنظر يميني ويساري .. لافتة تغري آي شخص بمكاني و لكنه أكيد سيتردد
لافتة تقول .. هنا موبيل أتكلم براحتك
توجهت إلي الكشك المواجه لمبني روز اليوسف

الدقيقة عندك بكام يا عم
ب75 قرش بس

يبدو أن الدقيقة ذات ال50 قرش أصبحت محرمة
أمسك الموبيل ، أطلب رقم عبد الرحمن .. و فجأة

يظهر أمامي ( تايلر ) بطل فيلم و رواية نادي القتال
ينتزع مني الموبيل قائلا : لا تجازف يا أحمق أنها ال75 قرش الأخيرة ، أنت لست مالك ، أنت لست أمالك ، أنت لست
أقاطعه صائحا بعد أن أخذت الموبيل منه : مالكش دعوة يا عم أنت ، و أمشي أتشطر علي واحد تاني ، و لا أرجع يا عم لأدوارد نورتون بتاعك .. وفكك مني بقي

جرس .. جرس طويل (رد ياعم مش وقتك خالص) .. قلبي تزداد دقاته .. أخيرا

سلامو عليكم ، أزيك يا عُبد
إيه ياريس ، أنت فين دلوقت

أنا واقفلك تحت روز اليوسف أهوه
روز اليوسف إيه ، أنا في البيت يابني

أستمر عبد الرحمن في الكلام .. غير أني لم أسمع أي حرف بعد هذه الجملة الأخيرة .. فقد كنت أبحث عن قلبي الذي سقط أرضا
و عند هذه النقطة سأتوقف ( غصب عني ) ، علي أنا أتابع في المرة التالية تلك الرحلة الغريبة التي أنتظرتني
to be continued

20 comments:

Anonymous said...

ها وبعدين ايه اللى حصل بعد كدة ؟
كمل بقى


زوزو

sahr said...

هههههههههههههههه تستاهل تعيش وتأخد غيرها انا لو مكانك مكنتش هاجازف باخر 75 قرش في جيبي. دلوقتي بقى انا معنديش غير حل واحد هاشوف اي حد باين عليه انه طيب وهاكيله اللي حصل وهاستلف منه فلوس

حسام مراد said...

ياااااااااااه ازاى يا بنى ادم تجازف يعنى بال75 قرش مره واحده دفعه واحده
ههههههههههههههههههه
بجد اسلوبك جامد اوى فى الوصف والسرد انا حاسس انى كنت ماشى معاك فى الشارع وانا اللى معايا ال75 قرش مش انت
مستنى الجزء التانى
وبسرعه انا مابحبش استنى كتيييييييييير
بجد انا سعيد باول زياره ليا فى مدونتك اللذيذه دى
تقبل ارق تحياتى وسلاماتى

مواطن زهقان said...

بجد ياابو حميد
رائعة
وانت رائع فى الكلام
والله
بس عاوز اعرف منك
ايه اللى حصل بعد
كدا
وعلى فكرة انا لومكانك كنت جازفت
بيهم زيك
شكلنا ان احنا متفقين فى حاجات كتيرة
مستنى اعرف منك
ايه اللى حصل بعد دا
ياباشا

dr.Roufy said...

يااااااااخبر
حد يعمل كدا برضه
ايه التبذير دا؟
الخمسة وسبعين قرش مرة واحدة
لا بجد لو كنت مكانك كنت مش هاعمل كدا
ههههههههه
بس ايه الحصل بقى بعد كدا؟؟
هاااااااا
؟؟

البِـئرُ والظمّأْ said...

هههههههههههههه
السلام عليك يا احمد
معلش بتحصل والله كتير
اركب تاكسي و انسى ان معييش فلوس
بس بنزول عند البقال اللي تحتنا و اديله فلوس
بس طبعا ده عشان عارفني
غير كده كنت هكون في مأزق
بس ايه ده كمل بقى ؟؟؟؟؟؟؟؟
سلام يا احمد
انا مستنيه الباقي
زيزي

kafrawy said...

و اللة حصل معايا نفس الموقف

و مكانش معاى غير 0.25 جنية

مشيت من عبد المنعم رياض

لحد اول الهرم

نصر الدين

اخخخخخخخخخخخ

الجنية غلب الكارنية


سلام بقى

عاشقة الوطن said...

السلام عليكم
ازيك يااحمد
ايه اللى انت عملته فى نفسك ده

انت كنت فى موقف وحش جدااا
يانهارك ابيض

الحمدلله انها جت على قد كده

وبعد كده ياعم الحج ابقي اعمل حسابك وخد فلوس بزيادة
الله يكون فى عونك والمشي فى الحر ده

عاشقة الوطن said...
This comment has been removed by the author.
abo salah said...

أولا أشكر كل أصدقائي المدونين الذين شاركوني يومي العجيب هذا ، و أعتذر لهم عن تأخري في الرد

ثانيا سأرد علي كل صديق فيهم علي حدة

abo salah said...

زوزو

نورت المدونة ياستي ، أنت دايما كده مش صابرة ، ماشي ياستي حالا هيكون بقيت اليوم موجود

abo salah said...

sahr

خلاص أنادلوقتي بأعتبرك صاحبة بيت قصدي مدونة ، و بقيتي من أصدقائي اللي هأستناهم عالطول

طبعا أنا مجازفتش بيهم اللي عشان أنا واثق أن أنا هلاقي صاحبي ، بس دي برضه مش حجة ، أكيد هي حماقة

و بالتأكيد كنت هأخجل أحكي لحد و أطلب منه ، لأن أنا زي ما قولت مبقتش أثق في اللي بيعملوا كده

منورة المدونة دايما يارب

abo salah said...

حسام مراد

أهلا بيك صديق و أخ ، تشرفت بزيارتك لمدونتي المتواضعة ، و متخفش يا عم مش هتستني كتير

abo salah said...

مواطن زهقان

أنت اللي رائع و الله ، و القلوب عند بعضها يا احمد و عشان كده أحنا متفقين

abo salah said...

dr.Roufy

بقيتي من الناس اللي عيني تفضل تأكل السطور وتدور أن كانوا علقوا و لا لا


و أصبحت خلاص صاحبة مدونة

abo salah said...

Meekness !!!

إيه يا بنتي ده أنت رجعتي من أسكندرية أمتي ؟؟؟؟؟
طب مش كنتي تقولي عشان أفرشلك المدونة ورد
عامة ألف حمد الله علي السلامة ، و يارب تكوني قضيتي رحلة سعيدة

abo salah said...

kafrawy

أهلا بيك نورت مدونتي ، و أتمني دوام التواصل

abo salah said...

عاشقة الوطن

معقول عاشقة الوطن للمرة التانية بمدونتي ، لا .. مش مصدق
بجد شرفتي و نورت المدونة

عبد الرحمن أبو بكر said...

صباح الفل ابو صلاح

يا ابني لازم التشريد اللي عاملة لنفسك دة . فضحكت نفسك وفضحني معاك
ما تزعلش مني اني اتاخرت في كتابة التعليق علي الموضوع
انت عارف اللي فيها
وبصراحة مش عاوز اقولك
اية اللي اخرني عن كتابة التعليق علي
الموضوع لاحسن اليك في البوست الجديد كاتب سبب التاخير

ما انت فضحي بقي

بجد الموضوع عجبني اكتر لما كاتبته
في البلوجر وانت عارف اني مش بجاملك
وعارف ان جواك مشروع كاتب كبير

abo salah said...

عبد الرحمن أبو بكر

مش مشكلة بقي يا عبد الرحمن ، سيب الواحد يفضفض
و متنساش أنك شريكي في الجريمة دي

و متخافش قولي سبب التأخير و مش هأكتبه في البوست اللي جاي ، هأكتبه في اللي بعده

نورت المدونة يا عُبد