16 August, 2007

شيكاجـــــــــو

شيكاجو ...... هي عمل رائع بحق ، عمل لا يقل قيمة و قدراً عن سابـــقه روايــــة "عمارة يعقوبيان" ، عمل أن دل على شئ فهو يدل علي وجود أديب عملاق لا يستهان به
بدأت رحلتى مع علاء الأسوانى بسماعى عن فيلم جديد يسمى "عمارة يعقوبيان" و عن هذا الجدل الذي حام حوله ، فتارة اسمع أن الفيلم يسئ لمصر ، و تارة أن الفيلم يحوي شذوذا جنسيا و غيره من الامور التي لم نتعود عليها من خلال أفلامنا ، الا أننا لم أكن قد رأيت الفيلم بعد
وحينما جاءنى الفيلم وجلست أمامه ما يقرب من الثلاث ساعات لكي اتابع ذلك الفيلم الذي أثار ضجة كبيرة ، حينها أدركت سر هذا الهجوم عليه ، وهو رفضنا لمواجة مساؤنا و مساؤى النفس البشرية و مفاسد مجتعنا الذي لوثه حفنة من المخلوقين لهذا الغرض ، وكل هذا هو ما ارتكز عليه أدب علاء الأسوانى
حتي في روايته الجديدة "شيكاجو" التي لم أتاخر في ان احصل عليها ، تلك الرواية التي بمجرد أن تبدأ في قراءتها حتي تجد من الصعوبة أن تتركها أو تنحيها جانباً ، فمن الناحية اللغوية يتمتع الأسوانى بلغة سلسة و لغة عربية راقية تصيب الهدف باستمرار ، و تحمل الرواية اسلوباً مشوقا مع صفحاتها الأولي وحتي النهاية ، و تصويرا رائعا لشخصياتها
ركزت شيكاجو علي الفساد في المجتمع المصري والظلم الذي يقع علي المصريين و الذي تسبب في زرع سلبيات وحقد وغل و كراهية في النفس البشرية ، كما لم تتخاذل الرواية عن إيضاح اننا سبب رئيسى لهذا الفساد بخضوعنا وصمتنا وخوفنا ، مما حولنا إلي شعب منكسر يقبل الخضوع والذل و المهانة
كما ركزت علي نظرة المجتمع الأمريكى لمصر و العرب كافة بعد أحداث 11 سبتمبر ، تلك النظرة العنصرية في أمريكا التي تدعي أنها بلاد الحرية ، فهي نفسها التي تفرق بين أبيض و أسود و تطلق علي العربى أنه إرهابى
ولعل أكثر ما برع فيه الاسواني هو تصويره للخسة و الدنيئة و صور العذاب و الذل الذي يقع علي المصريين في أقسام الشرطة و أمن الدولة متمثلة في شخصية "صفوت شاكر" ، و علي ما يبدو أن هذا الأمر يؤرق منامه فلم يتخاذل أن يركز عليها في روايته عمارة يعقوبيان
و لكن الغريب في شيكاجو
ثمة تركيز عجيب و مكثف علي الناحية الجنسية بشكل مبالغ فيه ، و اكاد أجزم أن الغالبية العظمي من قرائها يتفقون معىّ في ذلك ، واكاد أجزم ايضا أن أغلبية شخصيات الرواية لم يحرمها الأسوانى من الجانب الجنسي ، ذلك التركيز الذي رد عليه الأسوانى في أحدى حواراته بأن الجنس حاجة أساسية من حاجات الأنسان ، ولكنني أرى أنه زاد عن الحد المقبول و بخاصة أنه قد حرم قطاع من البنات من قراءتها بأمر من آبائهم أو أمهاتهم
ولكن في النهاية .......... نستطيع أن نقول أن العمل في مجمله يستحق أن ترفع له القبعات ، ومتوقع أن يتهافت عليه المنتجين لتحويله إلي عملا سينمائى كسابقه

4 comments:

مصطفى محمد said...

أتفق معك في حكاية المبالغة في الحكي الجنسي

Zika said...

انا لفيت في المكاتب وشوارع وسط البلد الاماكن اللي بيتابع فيها الكتب ودوخت
ودوخت كمان علي نسخه الكترونيه من علي النت
نفسي اقري الرواية بجد
وانت كلامك شوقني اكتر لاني اقراها
متعرفش طريق نسخه الكترونيه
وحسنه قليله تمنع بلاوي كتيره
تحياتي

abo salah said...

أشكرك علي مرورك الجميل ده يا مصطفي
ونورت المدونة ياباشا

abo salah said...

el3araby

أولا نورت المدونة ياباشا
ثانيا أبقي سيبلي أيميلك وأن شاء الله هادورلك علي نسخة الكترونية

منور المدونة دايما ياجميل