بالطبع لم أتسمر من المفأجاة أكثر من جزء من الثانية وألا لكنت أصبحت الأن
فى طي النسيان
وفى هذه اللحظة رأيتها
رأيتها من المسافة البعيدة القريبة جدا
ركزت عليها
هى هدفى
وبعد ان كنت محتاج لفرامل كى اتوقف .. الأن اصبحت المجازفة ذاتها هى ان أتوقف
من الجنون أن احاول أن أتوقف
أو حتى أن أخفض من سرعتى
على العكس يجب أن أسرع .. أسرع جدا
ذلك لأنى رأيتها
-------------------------------------------------------------------------------------------------
كان هذا الشارع مظلم
بدت نهايته غامضة
نظرا لقلة الإضاءة به
هذا غير أنه ليس مستقيما تماما
ففى نصفه انحرافة بسيطة جهة اليسار
وحينما اقتربت من هذه الانحرافة
انكشف المشهد .. أخر مشهد اتمنى رؤيته الأن
زادت دقات قلبى عندما وقعت عينى عليه
حينها تذكرت البطاقة التى ليست معى .. ورغم أننى لم اكن اتخوف حينما اعطيتها للرجل
الا ان القلق يغمرنى الأن .. ماذا أفعل الأن ؟
ليتنى لم أفرط فى بطاقتى الشخصية
ولكن
لم تكن هذه المشكلة الكبرى
بل المصيبة الكبرى .. هو ماحدث
المصيبة الكبرى هى ماحدث ولم يخطر على عقلى شخصيا
حتى أننا لا اعلم حتى الأن كيف نجوت من هذا الموقف
ماحدث .... هو
-------------------------------------------------------------------------------------------------
رأيتها
رأيت تلك المسافة الفاصلة بين السيارتين
ان كنت ضليع فى تقدير المسافات .. لعلمت ان المتر لن يكون وحدة قياس لتلك المسافة
ورغم انها تقدر بما يقرب من 60 سم
الا انها تقدر فى مثل هذه المواقف ب60 ميكرو انتحار
وبقوة ضغطت على البدال حتى زادت سرعتى .. وضعت المسافة الفاصلة بين السيارتين نصب عينى
وكأنها ممر النجاة الأخير
التقط نفسا عميقا .. اركز بعينى كالصقر الذى يتأهب للأنقضاض على فريسته
وجاءت
جاءت اللحظة
-------------------------------------------------------------------------------------------------
انكشف المشهد
تمنيت ان يكون ماأراه امامى حلما
لم يكن متاحا وقتا للتراجع
التراجع .. يجعلنى مشكوكا فى أمرى
فقد كنت امامهما تماما
على اليمين امامي مباشرة سيارة شرطة بوكس
وعلى اليسار سيارة ميكروباص تابعة لهم
لمن لم يعلم ظاهرة ميكروباص الشرطة هذه .. فهى ظاهرة ليست بجديدة .. وهى أن تتأخذ الشرطة ميكروباصا للتخفى فيه ويلفون فى الشوارع
ويملئون الميكروباص بشباب النواصى وكل من يشتبه فى أمره
ويأتى من خلفه بمسافة كبيرة بوكس الشرطة .. حتى لا يراه احد
المشهد تفصيليا كالتالى
مجموعة من الشباب يقفون فى صف واحد ومجموعة من امناء الشرطة يفتشونهم
مجموعة من الشباب تم اختيارهم لكى توصلهم الشرطة مجانا إلي القسم بميكروباصهم الموقر
كبيرهم لا اعلم رتبته .. ولكنه جالس فى البوكس يتابع المشهد بسعادة بالغة
مجموعة اخيرة
مجموعة انتبهت إلي ذلك الضيف الجديد الذى اقتحم البلاتوه مزعجا
ذلك الضيف .. كان أنا
-------------------------------------------------------------------------------------------------
ان كنت لعبت لعبة بيبسي مان على البلاى استيشن
لوفرت علىّ عناء وصف ماحدث لىّ عندما مررت من المسافة الفاصلة بين السيارتين
كنت كالذى يقف بين بندولين (بندول الساعة) وكل منهما يلقفه للأخر
تِك تًَََك تِك تًك تِك تًك
ارتطم بجانب هذه السيارة فيتلقفنى جانب السيارة الأخرى ثم يعيدنا إلى السيارة الاولى وهكذا
حمدا لله مررت بسلام
وقفت بدراجتى وسط الطريق بعدما اخفضت مجموعة الارتطامات هذه سرعتى تماما
انظر إلي الارض .. الهث محاولا التقاط انفاسى بصعوبة .. العرق يتصبب على جبينى
انتبه إلي اننى عطلت الشار ع نهائيا
انتبه على
بيييييييييييييييب تيييييييييييييت اركن يابنى يا أبو عجلة على جمب تييييييييييييييت بيييييييييييييييييييب
كنت قد قطعت اكثر من نصف المسافة .. ومن الصعب ان اعود إلى محل تأجير الدراجات لاستبدلها بواحدة سليمة الفرامل
ورغم ان مازال امامى طرق سريعة الا اننى قررت ان لا اعود .. وساستكمل بدون فرامل
على ان استخدم الفرامل الكلاسيكية المعروفة فى مثل هذه المواقف
ولمن لا يعرفها
فهى بأن تنزل قدمك إلى الأرض ومع احتكاك قدمك مع الارض تنخفض سرعتك حتى تتوقف
مصدرا هذا الاحتكاك صوت
تششششششششششششششششششششششش
هى بالطبع ليست امانا .. لان الدراجة لن تقف بمجرد ان تلامس قدمك الارض
استكملت طريقى محاولا أن اقنع نفسى ان مازالت الرحلة ممتعة
إلي ان جاء ماهو كفيل بأن يجعل هذه المتعة تزول نهائيا
وذلك حينما اخترت احد الشوارع المغمورة كنوع من الاختصار
وانكشف المشهد مع انحرافة ذلك الشارع المظلم
لأرى البوكس يقف على اليمين ومقدمته ناحيتى
وميكروباص الشرطة على اليسار ومؤخرته ناحيتى
يبو ان كلا منهما اختارا ان يدخل هذه الشارع من اتجاهين متقابلين
البوكس دخل من اخر الشارع
والميكروباص دخل من اوله .. حتي يحكموا الحصار فى منتصفه
-------------------------------------------------------------------------------------------------
كل ماحدث .. حدث فى ثانية واحدة
الجزء الاول من الثانية
اتحسرعلى تفريطى فى بطاقتى الشخصية
وشعور ينتابنى بأنهم لن يأخذوا بكارنيه الجامعة كنوع من ( تلاكيكهم ) المعهودة
فلن يشغله ان كنت طالبا جامعيا .. ولن يشغله حتى جملة ( إعلام شعبة صحافة ) التى تتوسط الكارنيه
أمناء الشرطة هؤلاء ينصبون من أنفسهم لواءات ويتخيلون ان لهم من السلطة
مايجعلهم يفعلون مايريدون
ان كانت معى البطاقة لكنت اقتحمت المشهد بثقة كبيرة
فاتحا صدرى .. مطمئنا
حتى وأن أخذونى .. فأنا على حق .. سأتكلم بثقة ومن غير قلق
ولكن افتقادى لبطاقتى الأن هو مايقلقنى .. بطاقتى التى ربما يعتقد ( العجلاتى ) انها احدى كروت الفيزا ويعبث بها فى احدى ماكينات (ميناتل) معتقدا ان ثروة ستنهال عليه
استقريت على أنه ان حدث ذلك .. سألجا إلي كبيرهم الذى اعتقد الأن أنه برتبة رائد .. وهو بالتأكيد سيتفهم الأمر بعد أن يرى كارنيه الجامعة واثباتات الشخصية الأخرى
كل هذا دار فى خلدى فى جزء من الثانية وأنا أقود الدراجة بالطبع
اما ماحدث فى الجزء الأخر من الثانية فهو المصيبة الكبرى ذاتها
ماحدث هو ماسيجعل البركان الخامل يثور فى لحظة واحدة
كنت اسير بسرعة متوسطة .. وفجأة ودون سابق أنذار ظهرت من المنتصف سيارة ملاكى .. ظهرت من المسافة بين البوكس والميكروباص
تلك المسافة التى كان من المقرر ان اعبر منها سالما .. هذا أن لم يكن سيستوقفنى احدا بالطبع
وكأن السيارة الملاكى هذه ظهرت من اللامكان
تمنيت كم لو كانت مجرد اسكوتر .. حتى اجد حيز أمر منه بجوارها
الأن
سأنحرف جهة ميكروباص الشرطة حتى لا اصتدم بتلك السيارة
وحينما انحرفت جهته
بدأت اخفض قدمى لتحتك بالارض .. منتظرا سماع تششششششششش .. ومن ثم تنخفض سرعتى واتوقف
ولكن
وكأن الارض هبطت بضعة سنتيمترات من تحتى
فلن تطولها قدمى
وبمنتهى القوة
اصتدمت دراجتى بمؤخرة ميكروباص الشرطة امام أعين الجميع
ابتسم .. انت رهن الأعتقال
صوت الاصتدام كان كفيلا بأن ينبه المباحث الفيدرالية بأمريكا ذاتها
طاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ
To be continued
SMS
اعتذر جدا جدا عن تقصيرى الشديد هذه الفترة مع كثير من اصدقائى المدونين ، نظرا لظروف الدراسة وقرب موعد تسليم مشروع التخرج ، وارجو ان لا يغضب منى احد بسبب قلة زياراته له ، وأن يعذرنى
كما اعتذر عن تأخيرى فى التدوين نظرا لنفس الاسباب
اود ان اشكر من يسأل عنى على الرغم من تقصيرى هذا ، وأشكر ايضا من عاذرنى ، وأشكر حتى من لم يعذرنى وأتعشم ان يعذرنى
اعتذار خاص لصديقتى العزيزة
ماعلينا على يستكمل
ومعلش ياماعلينا ماكنش ينفع اطول اكتر من كده فى البوست
وبرضه هانتظر تعليقك
ودعواتكم بقى ياجماعة